في شهر نيسان من العام الماضي، إستضافت مدينة أربيل، عاصمة أقليم كوردستان فرقة مسرح غلوب، وهي فرقة مكونة من ممثلين موهوبين قاموا بأداء تمثيلهم لمسرحية هاملت كجزء من رحلتهم لأداء هذه المسرحية في كل بقاع العالم. لقد تأثرنا فعلاً بالحدث وكان لنا شرف كبير في أن تكون مدينتنا آخر إحدى وجهات هذه الرحلة. وأستحوذ هذا الحدث على قدر كبير من الأهتمام لدى وسائل الأعلام والجمهور، أذ أن الناس من جميع مناحي الحياة تهافتوا لمشاهدة هذا الأداء، وعندما بدأت عملية بيع التذاكر فإنها بيعت جميعها في غضون ايام قلائل. وإمتد تأثير الحدث ليتجاوز حدود أقليم كوردستان إذ حضر في ساحة المسرح عدد من الوجهاء و أعضاء من مجلس وزراء الحكومة الإتحادية في بغداد، إضافة إلى عضو البرلمان البريطاني عن مقاطعة ستراتفورد أون أفون، مسقط راس شكسبير، السيد ناظم زهاوي المولود في العراق.
وفي مؤتمر صحفي سبق أداء المسرحية، أكد سفير المملكة المتحدة في العراق السيد فرانك بيكر على حقيقة أن هذه المبادرات للتشارك الثقافي يمكن ان تعمل على تقوية الروابط بين الشعبين الكوردي والبريطاني. وفي الليلة الأولى لعرض المسرحية حضر جمهور بلغ عدده 1300 شخص من جميع أطياف المجتمع من وزراء ونائب رئيس وزراء وطلاب جامعيين وأناس مهجرين من مناطقهم الاصلية لمشاهدة المسرحية. إذ أن قوة شكسبير لمت شمل الجميعليكونوا معاً لساعتين من الزمن للإحتفاء بحياة شكسبير في ليلة سحرية من ليالي أربيل.
وبالإرتباط مع أداء مسرحيات شكسبير، قام برنامج "شكسبير حي" بإعادة نشر ترجمة لمسرحية هملت إلى اللغة الكردية باللهجة السورانية، وتم توزيع نسخ منها على المدارس والجامعات التي تدرس المسرحية كجزء من المنهج الدراسي. وتم تسليم العائدات المستحصلة من بيع التذاكر إلى منظمة "Mercy Corps"، وهي منظمة غير حكومية، من أجل تمويل ورش عمل دراما اللاجئين في العراق. وقد أثبتت مبادرة "شكسبير حي" بأنها حققت نجاحاً كبيراً، وعملت مسرحية هملت كخطوة أساسية نحو إستخدام فن المسرح لجمع شمل المجتمعات في العراق.